نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ بارك الله فيكم وفي جهودكم لي خال كنت أعمل معه في مؤسسته... ولكنني تركت العمل لوجود عمل آخر أفضل منه دخلا فتركت العمل معه بعد أن طلبت زيادة بسيطة وقوبلت بالرفض القاطع، أصبح لا يسلم علي ويبتعد عني، وأمي تقف معه ضدي فهل علي ذنب إن قطعتهم جميعا؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن البر بالوالدة أمر واجب، والإحسان إلى الخال مطلوب مادام في حدود الممكن، وعليك بالتلطف بهما والإحسان إليهما كل بحسبه، وليس من الواجب عليك أن تعمل مع خالك مادمت تجد دخلا أفضل مما يقدمه، ولكن يجب عليك أن تبر به وتحسن إليه وكن مبتسما له فرحا بلقائه.. وأظهر له الاستعداد لتقديم أي خدمة يحتاجها.
ولا تنس أنه ممن يجب عليك احترامه وتكريمه.. وانزعاجه من تركك للعمل معه يعد عنوان ثقة تعتز به، وأنك إنسان مرغوب فيه.
بعض النقاط أدونها لك كي تستعين بها على رأب هذا الصدع:
- عليك بالدعاء له بالهداية والتوفيق وصلاح الحال في الدارين.
- زره في محل عمله وأظهر له أنك واحد من أبنائه ومستعد لتقديم أي معونة يحتاجها.
- اجعل والدتك في الصورة بشكل واضح حتى لا يستمر غضبها عليك، ويجب أن تتفهم أن المرأة تحب إخوتها بشكل كبير فقدر ذلك،... وبر والدتك بكل مستطاع، وتذكر قول الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...} [الإسراء: 23].
- لا تدع للشيطان مجالا ليدخل بينكما وكن مبادرا إلى كل أمر إيجابي يصلح العائلة.
- إتقان الأعمال أمر مطلوب شرعا يحسن بالمسلم الحرص عليه {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ...} [التوبة: 105].
- المؤمن يحرص على معالي الأمور ولا يساير الآخرين في السلوكيات غير الجيدة.
من يعن بالحمد لم ينطق بما سفه*** ولا يحد عن سبيل المجد والكرم.
- حط نصب عينيك أن الخال من أقرب المقربين للإنسان فيجب الاهتمام به والإحسان إليه وعدم الصدام معه لأمور تافهة. فحاول أن تساعد خالك وتعوضه وذلك بالبحث عن كيفية التوفيق بين العمل الجديد وإرضاء خالك مستعينا بالله تعالى ومتوكلا عليه إنه نعم المولى ونعم النصير.
المصدر: موقع رسالة المرأة.